استفاق العالم من جديد على مأساة أشد هولاً من زلزال ديسمبر 1939 الذي ضرب جنوب تركيا، حيث عاد الزلزال ليضرب مناطق عديدة من سوريا وتركيا في السادس من الشهر الجاري، موقعاً العديد من الضحايا، والمصابين، فيما تكفّلت الأنقاض بالآخرين ممن تشبثوا بالأمل، فلا يد وصلتهم، ولا خلاص تمكّن منهم، فأنقذهم، لكنّ إرادة الخير تنتصر، ولو بعد حين.
وفي هذه المآسي التي تتمرد فيها الطبيعة على نفسها، فتغضب وتهدر، تتجمّع وتُستأنف لحظة كثيفة يتفجّر فيها الشعور الإنسانيّ، ويتجاوز كل العوائق الجيوسياسيّة، لأنّ الهدف، أولاً وأخيراً، هو الإنسان وحياته وأمنه ومحاصرة خوفه.
ومن وحي ذلك، ومن صلب هذه الأفكار القائمة على الروابط الأخوية، بادرت المملكة كعادتها، وبناءً على توجيهات كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، بتسيير جسر جويّ إغاثيّ، من المواد والمساعدات الغذائية والمواد الطبية والخيام والملابس، وسائر المستلزمات.
ولم تقف «الهبّة السعودية» لإنقاذ ضحايا الزلزال عند هذا الحد، بل جرى إرسال فرق وطواقم متخصصة في الكوارث الطبيعيّة، علاوة على أنّ المملكة هي الدولة الوحيدة التي خصصت منصة «ساهم» لجمع التبرعات الشعبية التي تجاوزت قيمتها 325 مليون ريال سعودي حتى الآن، فقد هبّ المواطنون السعوديون، كعادتهم، إلى مدّ يد العون للتخفيف من معاناة الأشقاء، وهو ما يعكس أصالة الشعب السعوديّ، وعظمة هذه القيادة، ودورها الإنسانيّ العالميّ في العمل الخيري، أينما دعا داعٍ، أو حلت كارثة، أو تفجرت مأساة.
ما نُكبت به تركيا وسوريا، كشف عن عمق اللحظات الإنسانيّة وتضامن الجهود الدوليّة للتخفيف من هول الكارثة، والسمو فوق أية خلافات سياسيّة أو دبلوماسيّة. فالكارثة تعصف وتزلزل الحجر قبل البشر، وبالتالي فإنها لا تُبقي ولا تذر.
ولأنّ مثل هذه الكوارث الطبيعيّة أمر لا مناص منه فيتعيّن، للإقلال من مخاطرها، تسخير العلم، وما توصل إليه الإنسان في التقنية الحديثة، واستخدام الروبوتات، وخصوصاً في مواضيع الجيولوجيا للاستشعار عن قرب، وتفادي ما أمكن من أضرار هذه الكوارث التدميرية.
من هذا المنطلق ينبغي النظر للقضايا البيئيّة، لاسيما هذا النوع من الكوارث الطبيعيّة مثل البراكين والزلازل وغيرها، والتعامل معها بكل جدّية من خلال وضع الاستراتيجيات الدوليّة وصهر الجهود العالميّة للتعامل مع ظواهر الكوارث ومخاطرها، ووضع البرامج والخطط للتأهب لمواجهتها وتفعيل رؤى المؤتمرات الدوليّة، وعلى سبيل المثال مؤتمر «ستوكهولم + 50» وعقد الندوات والدراسات لمزيد من الفهم، ورفع الوعي في هذه الظواهر الطبيعيّة، والتعامل مع تداعياتها، وتخفيف حدّة هذه الكوارث، خاصة في المناطق الفقيرة التي لا تتوفر فيها لا الأدوات ولا المعدات ولا ثقافة الإنقاذ، وهو ما يُضاعف من قسوة الكارثة، ويفاقم الألم الإنسانيّ الذي يزلزل الجسد والفؤاد.
ورغم عنف التراجيديا، التمع وهج تعاطف العالم بأسره مع أحداث الزلزال وتوابعه، حيث قامت الكثير من الدول في هذه اللحظة الصعبة بتقديم المساعدات الإنسانيّة، وبما يتجاوز أية اعتبارات أو أجندات أو عقوبات سياسيّة، وقدمت الكثير من الخبرات الفنية والتقنية وطواقم الإنقاذ، للمساهمة في عملية البحث وانتشال الضحايا من تحت الركام، رغم تحديات الشتاء وبرده القارس الذي لا يرحم الصغير ولا الكبير.
وقفة المجتمع الدوليّ في هذه الكارثة تمثل نماذج إيجابية في سياق دبلوماسيّة الأخوّة الإنسانيّة التي تتجلى روعتها، رغم الجراح والأحزان، وبالتالي تمنح المستقبل نفحة من أمل، وقبساً من رجاء يحطم الجدران، ويواسي البشريّة.
وفي هذه المآسي التي تتمرد فيها الطبيعة على نفسها، فتغضب وتهدر، تتجمّع وتُستأنف لحظة كثيفة يتفجّر فيها الشعور الإنسانيّ، ويتجاوز كل العوائق الجيوسياسيّة، لأنّ الهدف، أولاً وأخيراً، هو الإنسان وحياته وأمنه ومحاصرة خوفه.
ومن وحي ذلك، ومن صلب هذه الأفكار القائمة على الروابط الأخوية، بادرت المملكة كعادتها، وبناءً على توجيهات كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، بتسيير جسر جويّ إغاثيّ، من المواد والمساعدات الغذائية والمواد الطبية والخيام والملابس، وسائر المستلزمات.
ولم تقف «الهبّة السعودية» لإنقاذ ضحايا الزلزال عند هذا الحد، بل جرى إرسال فرق وطواقم متخصصة في الكوارث الطبيعيّة، علاوة على أنّ المملكة هي الدولة الوحيدة التي خصصت منصة «ساهم» لجمع التبرعات الشعبية التي تجاوزت قيمتها 325 مليون ريال سعودي حتى الآن، فقد هبّ المواطنون السعوديون، كعادتهم، إلى مدّ يد العون للتخفيف من معاناة الأشقاء، وهو ما يعكس أصالة الشعب السعوديّ، وعظمة هذه القيادة، ودورها الإنسانيّ العالميّ في العمل الخيري، أينما دعا داعٍ، أو حلت كارثة، أو تفجرت مأساة.
ما نُكبت به تركيا وسوريا، كشف عن عمق اللحظات الإنسانيّة وتضامن الجهود الدوليّة للتخفيف من هول الكارثة، والسمو فوق أية خلافات سياسيّة أو دبلوماسيّة. فالكارثة تعصف وتزلزل الحجر قبل البشر، وبالتالي فإنها لا تُبقي ولا تذر.
ولأنّ مثل هذه الكوارث الطبيعيّة أمر لا مناص منه فيتعيّن، للإقلال من مخاطرها، تسخير العلم، وما توصل إليه الإنسان في التقنية الحديثة، واستخدام الروبوتات، وخصوصاً في مواضيع الجيولوجيا للاستشعار عن قرب، وتفادي ما أمكن من أضرار هذه الكوارث التدميرية.
من هذا المنطلق ينبغي النظر للقضايا البيئيّة، لاسيما هذا النوع من الكوارث الطبيعيّة مثل البراكين والزلازل وغيرها، والتعامل معها بكل جدّية من خلال وضع الاستراتيجيات الدوليّة وصهر الجهود العالميّة للتعامل مع ظواهر الكوارث ومخاطرها، ووضع البرامج والخطط للتأهب لمواجهتها وتفعيل رؤى المؤتمرات الدوليّة، وعلى سبيل المثال مؤتمر «ستوكهولم + 50» وعقد الندوات والدراسات لمزيد من الفهم، ورفع الوعي في هذه الظواهر الطبيعيّة، والتعامل مع تداعياتها، وتخفيف حدّة هذه الكوارث، خاصة في المناطق الفقيرة التي لا تتوفر فيها لا الأدوات ولا المعدات ولا ثقافة الإنقاذ، وهو ما يُضاعف من قسوة الكارثة، ويفاقم الألم الإنسانيّ الذي يزلزل الجسد والفؤاد.
ورغم عنف التراجيديا، التمع وهج تعاطف العالم بأسره مع أحداث الزلزال وتوابعه، حيث قامت الكثير من الدول في هذه اللحظة الصعبة بتقديم المساعدات الإنسانيّة، وبما يتجاوز أية اعتبارات أو أجندات أو عقوبات سياسيّة، وقدمت الكثير من الخبرات الفنية والتقنية وطواقم الإنقاذ، للمساهمة في عملية البحث وانتشال الضحايا من تحت الركام، رغم تحديات الشتاء وبرده القارس الذي لا يرحم الصغير ولا الكبير.
وقفة المجتمع الدوليّ في هذه الكارثة تمثل نماذج إيجابية في سياق دبلوماسيّة الأخوّة الإنسانيّة التي تتجلى روعتها، رغم الجراح والأحزان، وبالتالي تمنح المستقبل نفحة من أمل، وقبساً من رجاء يحطم الجدران، ويواسي البشريّة.